كتبت بدمها............احبك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود..وفي خط سيري يوميا كنت اشاهد فتاه
كانت تلاحق فراشتها حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل... لفت انتباهي شكلها وملابسها ..
فكانت تلبس فستانا ممزقا ولاتنتعل حذاء.. وكان شعرها طويلا وعيناها عسلتيان.. كانت في البداية لاتلاحظ مروري ..
ولكن مع مرور الايام اصبحت تنظر الي ثم تبتسم ..
في احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها فلم تجبني فسألتها اين منزلكم فأشارت الى غرفة خشبية بجانب سور احد المنازل
وقالت هذا هو عالمنا اعيش فيه مع امي وسالتها عن ابيها فقالت ابي كان يعمل في احدى الشركات الكبيرة
ثم توفي في حادث مروري ثم انطلقت تجري فمضيت في حال سبيلي
ويوما مع يوم كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث سالتها ماذا تتمنين قالت كل صباح اخرج الى نهاية الشارع
لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسه اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغيرمع باب صغيرويرتدون زيا موحدا
ولااعلم ماذا يفعلون خلف هذا السورامنيتي ان اصحو كل صباح لالبس زيهم واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة
لااعلم ماذا جذبني في هذه الفتاه قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه وقد تكون عينيها لااعلم حتى الان السبب
كنت كلما مررت مع هذا الشارع احضر لها شيئا معي ولكنها ترفض اخذ شيء مني رغم فقرها وقالت لي في احدى المرات
بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريزوطلبت مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطه اذا اردت فعلااهدائها شيئا
فاحضرت لها ماطلبت .. وطلبت مني في احد الايام طلبا غريبا
قالت لي اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك مباشرة جلست انا وهي على الارض وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك
على ضوء عمود انارة في الشارع كانت تراقبني وتبتسم وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك حتى اجادت كتابتها بشكل رائع
وفي ليلة غاب قمرها حضرت اليها وبعد ان تجاذبنا اطراف الحديث قالت لي اغمض عينيك ولااعلم لماذا اصرت على ذلك
فأغمضت عيني وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه وتختفي داخل الغرفة الخشبيه
وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين لم استطع ان اودعها
فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليله وعند عودتي لم اشتاق لشي في مدينتي اكثر من شوقي لهذه الفتاه
في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لايضيء.كان الشارع هادئا
احسست بشي غريب انتظرت كثيرا فلم تحضرفعدت ادراجي وهكذا لمدة خمسة ايام كنت احضر كل ليلة فلااجدها
عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنهافقد تكون مريضه استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية طرقت الباب على استحياء
وفتحت لي امها الباب وهي خلف امها وحينا رأتني قالت يالهي هل يعقل انت لقد اتيت فأجهشت بالكاء واغمي عليها فنظرت الى امها ثم نظرت اليها
نظره ام انظرها لاحد من قبل فأجهشت بالبكاء فقالت لي امها ايعقل ما أراه هل ابنتي احبت ام انه اصابها مكروه بسببك فقلت لامها ابنتك احبت بصدق بوفاء بإخلاص
رغم فقرها ورغم ظروفها القاسيه لكنها كبيرة جدا بحبها بصدقها لم تنتظر مني الهدايا ولاالمال انماحينما رأتني هذا كل ماكانت تتمناه كانت تريد حبا تريد قلبا ولم تكن في يوم
تريد اي شيء من الدنيا رغم اني احضرت لها كل شيء ولكنها كانت ترفض رغم حاجتها فالتفت الى فتاتي وظممتها الى صدري وقلت والله لو اعلم بأن الكون باكمله يحب فلن ارى
اصدق من هذا الحب فهنيئا لك ياقلبي بهذه الفتاه ...

ودمتم...